{ كُلٌّ } التنوين فيه عوض من المضاف إليه ، أي : كلهم { فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } والضمير للشمس والقمر ، والمراد بهما جنس الطوالع كل يوم وليلة ، جعلوها متكاثرة لتكاثر مطالعها وهو السبب في جمعهما بالشموس والأقمار ، وإلا فالشمس واحدة والقمر واحد ، وإنما جعل الضمير واو العقلاء للوصف بفعلهم وهو السباحة .
فإن قلت : الجملة ما محلها ؟ قلت : محلها النصب على الحال من الشمس والقمر .
فإن قلت : كيف استبدّ بهما دون الليل والنهار بنصب الحال عنهما ؟ قلت : كما تقول : رأيت زيداً وهنداً متبرجة ونحو ذلك ؛ إذا جئت بصفة يختص بها بعض ما تعلق به العامل . ومنه قوله تعالى في هذه السورة { وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } [ الأنبياء : 72 ] أو لا محل لها لاستئنافها .
فإن قلت : لكل واحد من القمرين فلك على حدة ، فكيف قيل : جميعهم يسبحون في فلك ؟ قلت : هذا كقولهم «كساهم الأمير حلة وقلدهم سيفاً » أي كل واحد منهم ، أو كساهم وقلدهم هذين الجنسين ، فاكتفى بما يدل على الجنس اختصاراً ، ولأنّ الغرض الدلالة على الجنس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.