ثم قال تعالى : { وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر }[ 33 ] .
أي : ابتدعها{[45920]} . فمن ابتدع هذه الأشياء وخلقها ، فله تجب العبادة لا لغيره .
قال عكرمة : سئل ابن عباس عن الليل أكان قبل النهار أم قبل الليل ؟ فقال : أرأيتم السماوات والأرض حين كانتا رتقا ، أكان بينهما إلا ظلمة{[45921]} ذلك لتعلموا أن الليل قبل النهار{[45922]} .
والليلة{[45923]} اسم للزمان من غروب الشمس إلى الانفجار{[45924]} الثاني .
واليوم : اسم للزمان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس{[45925]} . وكذلك النهار ، واليوم ألزم لهذا الوقت من النهار ، لأن بعض العرب يجعل النهار من طلوع الشمس{[45926]} إلى غروبها .
حكى ذلك عن بعضهم أبو حاتم في كتابه صفة البرد والحر وصفة أوقات الليل والنهار .
وقد يقع اليوم ، اسما{[45927]} للزمان ، من طلوع الشمس إلى غروبها{[45928]} . وذلك مما جرت به العادات من الاستجارات ونحوها مما تعارف ذلك بين الناس ، والأصل في اليوم ، أنه اسم للزمان الذي تَعَبَّدَ الله به{[45929]} خلقه بالصيام والنهار مثله في أكثر اللغات .
وأصل الليل والنهار أنهما صفتان لزمانين معلومين على ما ذكرنا .
وقد قال الخليل : النهار ما بين الفجر إلى الغروب .
ثم قال تعالى : { كل في فلك يسبجون }[ 33 ] .
قال مجاهد : ( الفلك ) كهيئة حديدة الرحى . وقاله ابن جريج{[45930]} .
وقال الضحاك : ( الفلك ) هو سرعة جري الشمس والقمر والنجوم وسيرها{[45931]} .
وقيل : ( الفلك ) : موج مكفوف تجري الشمس والقمر والنجوم{[45932]} فيه .
وقيل : ( الفلك ) القطب الذي تدور به النجوم .
وقال ابن عباس وقتادة : ( في فلك السماء ){[45933]} .
قال ابن زيد : ( الفلك ) الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس والقمر . { تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمر منيرا }{[45934]} . وقال : فلك البروج بين السماء والأرض ، وليست في الأرض{[45935]} .
وعن الحسن أن الفلك طاحونة كهيئة فلكة المغزل{[45936]} .
وقال : ( يسيحون ) لأنه أخبر عنها كما يخبر عمن يعقل . فأتى بالواو والنون في فعلها .
ومعنى : ( يسيحون ) يجرون وينصرفون ويدورون{[45937]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.