جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ} (61)

{ الله{[4392]} الذي جعل } : أنشأ ، { لكم الليل لتسكنوا{[4393]} فيه } : وتستريحوا من تعب النهار ، { والنهار مبصرا } : الإبصار في الحقيقة لأهل النهار ، فأثبته له مجازا أو مبالغة وجعله حالا ، ولم يقل لتبصروا فيه لتلك الفائدة ، { إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون } وفي التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم ، حيث أوقع على صريح اسمهم الظاهر الموضوع موضع المضمر الدال على أن ذلك كأنه شأن الإنسان وخاصيته


[4392]:ولما ختم بأمر الساعة، التي ينكرها الكفار عقبه بما يدل صريحا على كمال قدرته، ولا يمكن إنكاره فقال:{الله الذي جعل} الآية /12 وجيز.
[4393]:ولو قال جعل لكم الليل ساكنا لا يفهم تلك المبالغة لجواز وصف الليل بسكون هو ملحق في العرف بالحقيقة نحو: ليلا ساكنا أي: لا ريح فيه كما يقال: ليل مظلم بارد بخلاف وصفهما بوصف أهلهما فإنه مجاز صرف/12 وجيز.