إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ} (61)

{ الله الذي جَعَلَ لَكُمُ الليل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } بأنْ حلقَهُ بارداً مُظلماً ليُؤدِّيَ إلى ضعفِ المحركاتِ وهُدءِ الحواسِّ لتستريحُوا فيهِ . وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ على المفعولِ قد مرَّ سرُّه مراراً { والنهار مُبْصِراً } أي مُبصَراً فيهِ أو بهِ . { إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ } عظيمٍ لا يُوازيِه ولا يدانيِه فضلٌ . { عَلَى الناس ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ } لجهلِهم بالمُنعمِ وإغفالِهم مواضعَ النعمِ ، وتكريرُ النَّاسِ لتخصيصِ الكفرانِ بهم .