الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ} (61)

ثم قال تعالى : { الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا } هذا تذكير{[59804]} من الله عز وجل على نعمه أنه جعل لهم الليل لتسكن{[59805]} فيه جوارحهم وتهدأ حركاتهم ، وجعل النهار مبصرا{[59806]} ليتصرفوا في معايشهم ومنافعهم .

ولم يجعل الليل دائما فيمتنعوا من التصرف ( في منافعهم ){[59807]} فيضيعوا ، ولا جعل النهار دائما فيمتنعوا من السكون والراحة ، بل دبر أحسن تدبير وأتقن أحسن إتقان . فلا تصلح الألوهية والعبادة ( إلا له{[59808]} ) لا إله إلا هو .

ثم قال تعالى : { إن الله لذو فضل على الناس } أي : لذو تفضل عليهم وإحسان{[59809]} بما أمتعهم به من المنافع وحسن التدبير .

{ ولكن أكثر الناس لا يشكرون } أي لا يشكرونه بالطاعة{[59810]} وإخلاص العبادة والشكر على نعمه .


[59804]:(ت): تذكيرا.
[59805]:(ح): لتسكنوا.
[59806]:(ت): مبصرا فيه.
[59807]:(ح): والمنافع.
[59808]:(ح): لله.
[59809]:(ح): وإحسان إليهم.
[59810]:(ح): بالطاعة له.