ثم ذكر سبحانه بعض ما أنعم به على عباده فقال :
{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ } من الحركات في طلب الكسب لكونه جعله مظلما باردا تناسبه الراحة الظاهرية ، بالسكون والنوم الذي هو الموت الأصغر ، والراحة الحقيقة بالعبادة التي هي الحياة الدائمة { وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا } أي مضيئا لتبصروا فيه حوائجكم ، وتنصرفوا في طلب معايشكم ، وهو من الإسناد المجازي ، أي مبصرا فيه لأن الإبصار في الحقيقة لأهل النهار .
{ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } يتفضل عليهم بنعمه التي لا تحصى ، ولم يقل لمفضل أو لمتفضل لأن المراد تنكير الفضل ، وأن يجعل فضلا لا يوازيه فضل ، وذلك إنما يكون بالإضافة { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } النعم ولا يعترفون بها إما لجحودهم لها ولكفرهم بها ، كما هو شأن الكفار ، أو لإغفالهم للنظر وإهمالهم لما يجب من شكر المنعم وهم الجاهلون ، ولم يقل : ولكن أكثرهم حتى لا يتكرر ذكر الناس ، لأن في هذا التكرير تخصيصا لكفران النعمة بهم ، وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه كقوله { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } وقوله { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.