جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (52)

{ قل أرأيتم } : أخبروني ، { إن كان } : القرآن ، { من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق } : خلاف وعداوة { بعيد{[4435]} } : عن الطريق المستقيم ، أي : من أضل منكم ؟ فوضع موضعه ، ليكون تعليلا لكمال الضلال ، وهو في موقع مفعولي أخبروني على طريق التعليق ،


[4435]:وتقرير هذا الكلام أنكم كلما سمعتم هذا القرآن أعرضتم عنه وما تأملتم فيه وبالغتم في النفرة عنه، حتى قلتم: قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر، ثم من المعلوم بالضرورة أنه ليس العلم بكون القرآن باطلا علما بديهيا وليس العلم بفساد القول بالتوحيد والنبوة علما بديهيا فقبل الدليل يحتمل أن يكون صحيحا، وأن يكون فاسدا فبتقدير أن يكون صحيحا كان إصراركم على دفعه من أعظم موجبات العقاب، فهذا الطريق يوجب عليكم أن تتركوا هذه النفرة وأن ترجعوا إلى النظر والاستدلال؛ فإن دل دليل على صحته قبلتموه، وإن دل على فساده تركتموه. فأما قبل الدليل فالإصرار على الدفع والإعراض بعيد عن العقل /12 كبير.