الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (52)

قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } : قد تقدَّم الكلامُ عليها مراراً . ومفعولُها الأولُ هنا محذوفٌ تقديرُه : أرأيتم أنفسَكم ، والثاني : هو الجملةُ الاستفهامية .

والآفاق جمع أُفُق وهو الناحيةُ . قال الشاعر :

3963 لو نالَ حيٌّ مِن الدنيا بمنزلةٍ *** أفْقَ السماءِ لنالَتْ كفُّه الأُفُقا

وهو كأَعْناق في عُنُق ، أُبْدِلَتْ همزتُه ألفاً . ونقل الراغب أنه يقال : أَفَق بفتحِ الهمزةِ والفاءِ ، فيكون ك جَبَل وأَجْبال . وآفَقَ فلانٌ أي : ذهب في الآفاقِ . والآفِقُ : الذي بلغ نهايةَ الكرم تشبيهاً في ذلك بالذاهبِ في الآفاقِ . والنسَبُ إلى الأُفُقِ أَفَقيٌّ بفتحهما قلت : ويُحتمل أنه نسبه إلى المفتوح واسْتَغنوا بذلك عن النسبة إلى المضمومِ . وله نظائر .