غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (52)

25

ولما ذكر مرات في السورة مبالغة الكفار في العداوة والنفرة من اتباع الرسول والقرآن أرشدهم إلى طريق أحوط مما فيه فقال { قل أرأيتم } الآية . وتقريره أنكم كما سمعتم القرآن أعرضتم عنه ثم كفرتم به حتى قلتم

{ قلوبنا في أكنة } [ فصلت : 5 ] { لا تسمعوا لهذا القرآن } ومن المعلوم أن هذا ليس ببديهي فقبل الدليل يحتمل أن يكون صحيحاً وحينئذ يلزم أن يكون بعدم قبوله العقاب الأبدي . وقوله { ممن هو في شقاق بعيد } من وضع الظاهر مقام المضمر وهو منكم بياناً لبعد شوطهم في الشقاق والخلاف قاله في الكشاف . وأقول : جواب الشرط بالحقيقة محذوف وهو قوله مثلاً فمن أضل منكم . وإنما قال في الأحقاف { وكفرتم } [ الآية : 10 ] بالواو لأن معناه في السورة كان عاقبة أمركم بعد الإمهال للنظر الكفر فحسن دخول " ثم " مع أنها تفيد التراخي في الرتبة ، وهناك عطف عليه قوله { وشهد شاهد } فلم يحسن إلا الواو .

/خ54