جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

{ وإذا أنعمنا{[4434]} على الإنسان أعرض } : نسي المنعم ، ولم يأتمر بأوامره { ونأى بجانبه } : أذهب نفسه وتباعد عنه تكبرا ، والجانب مجاز عن النفس { وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض } : كثير دائم لأنه إذا كان عرضه واسعا فما ظنك بطوله فإنه أطول الامتدادين استعير ما هو من صفة الأجرام للدعاء


[4434]:ولما حكى الله تعالى أقوال الذي أنعم عليه بعد وقوعه في الآفات حكى أفعاله أيضا فقال:{وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض} من التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله، ونأى بجانبه أي: ذهب بنفسه وتكبر وتعظم، ثم إن مسه الضر والفقر أقبل على دوام الدعاء وأخذ في الابتهال والتضرع/12 كبير.