الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (52)

{ أَرَءيْتُمْ } أخبروني { إِن كَانَ } القرآن { مِنْ عِندِ الله } يعني أن ما أنتم عليه من إنكار القرآن وتكذيبه ليس بأمر صادر عن حجة قاطعة حصلتم منها على اليقين وثلج الصدور ، وإنما هو قبل النظر واتباع الدليل أمر متحمل ، يجوز أن يكون من عند الله وأن لا يكون من عنده ، وأنتم لم تنظروا ولم تفحصوا ، فما أنكرتم أن يكون حقاً وقد كفرتم به . فأخبروني من أضلّ منكم وأنتم أبعدتم الشوط في مشاقته ومناصبته ولعله حق فأهلكتم أنفسكم ؟ وقوله تعالى : { مِمَّنْ هُوَ فِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ } موضوع موضع منكم ، بياناً لحالهم وصفتهم .