فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ} (52)

ثم رجع سبحانه إلى مخاطبة الكفار ومحاجتهم فقال : { قُلْ أَرَءيْتُمْ } أي أخبروني { إِن كَانَ مِنْ عِندِ الله } أي القرآن { ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } أي : كذبتم به ، ولم تقبلوه ، ولا عملتم بما فيه { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ في شِقَاقٍ بَعِيدٍ } أي لا أحد أضلّ منكم لفرط شقاوتكم وشدّة عداوتكم ، والأصل : أيّ شيء أضلّ منكم ، فوضع : { مِمَّنْ هُوَ في شِقَاقٍ } موضع الضمير لبيان حالهم في المشاقة ، وأنها السبب الأعظم في ضلالهم .

/خ54