جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَلَوۡ أَنَّنَا نَزَّلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَحَشَرۡنَا عَلَيۡهِمۡ كُلَّ شَيۡءٖ قُبُلٗا مَّا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَجۡهَلُونَ} (111)

{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ } : فرأوهم عيانا ، { وكلّمهم الموتى } : فشهدوا لك ، { وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلا } : مع قبيل بمعنى كفيل ، أو بمعنى جماعات ، أو هو مصدر بمعنى المقابلة ، وهو حال من ( كل ) ، { ما كانوا ليؤمنوا } : في حال ، { إلا أن يشاء{[1503]} الله } : أي : إلا حال مشيئته ، فيبدل طبعهم لتمرنهم في الكفر وسبق القضاء بشقاوتهم ، { ولكن أكثرهم يجهلون{[1504]} } : أنهم لو أتوا بكل آية لم يؤمنوا ، فيقسمون جهد أيمانهم قيل : أو إن أكثر المسلمين يجهلون أنهم لا يؤمنون فيتمنون نزول آية طمعا في إيمانهم .


[1503]:يعني أن الأسباب لا دخل لها في إيمانهم بخلاف بعض الكفرة فإنه لا حاجة إلى تبديل طبائعهم، بل إذ جاءهم سبب، وضم إليه مشيئة الله تعالى لآمنوا فإن هذا العالم عالم الأسباب/12 وجيز.
[1504]:ولما علم مما سبق أنهم له –صلى الله عليه وسلم- أعداء لا تزول عداوتهم أعقبه ما يسلي فؤاده، فقال: (وكذلك جعلنا) الآية/12 وجيز.