جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (115)

{ وتمّت{[1510]} كلمة ربك{[1511]} } : بلغت الغاية ، وعداته وأقضيته ، { صدقا } : فيما وعد ، { وعدلا } : فيما حكم وهو إما حال أو تمييز ، { لا مبدّل لكلماته } : لا راد لقضائه ، ولا مغير لحكمه ، ولا خلف لوعده ، { وهو السميع } : لأقوالهم ، { العليم } : لما في صدورهم


[1510]:ولما كان من أول سورة إلى هنا في بيان التوحيد والنبوة والطعن على المخالف ومن هنا إلى آخر السورة في بيان الأحكام، والقصص ناسب قوله: (وتمت كلمة ربك)/12 وجيز.
[1511]:قوله: (وتمت كلمة ربك) الآية قال شيخ الإسلام: السلف وأئمة السنة وكثير من أهل الكلام يقولون إن الكلام صفة ذات وفعل وهو يتكلم بمشيئته وقدرته كلاما قائما بذاته، وهذا هو المعقول من صفة الكلام لكل متكلم فكل حي وصف بالكلام فكلامه لا بد أن يقوم بنفسه، وهو يتكلم بمشيئته وقدرته قال الإمام أحمد وغيره: لم يزل الله متكلما إذا شاء، وهو يتكلم بمشيئته، وقدرته يتكلم بشيء بعد شيء كما قال تعالى: (فلما أتاها نودي يا موسى) (طه: 11) فناداه حين أتاها، ولم يناده قبل ذلك وقال تعالى: {فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين) فهو سبحانه ناداهما حين أكلا منها ولم ينادهما قبل ذلك وكذلك قوله تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا) (الأعراف: 11)، بعد أن خلق آدم وصوره ولم يأمرهم قبل ذلك وكذا قوله: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران: 59) فأخبر أنه قال له كن بعد أن خلقه من تراب، ومثل هذا الخبر في القرآن كثير يخبر أنه تكلم في وقت معين ونادى في وقت معين، وعليه يدل كلام السلف قاطبة، والكتاب والسنة مملوآن منه. انتهى مختصرا ملتقطا/12.