جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ} (113)

{ ولتصغى } أي : ولتميل ، { إليه } : إلى زخرف القول ، { أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة } ، عطف على ( غرورا ) إن جعلته مفعولا له ، وإلا فهو متعلق بمحذوف أي : وجعلنا لكل نبي عدوا لتصغى ، أو تقديره : جعلنا ذلك لمصالح لا تحصى ولتصغى ، { وليرضَوه } : ليحبوه ، { وليقترفوا } : ليكتسبوا ، { ما هم مقترفون{[1508]} } : من الآثام .


[1508]:من الآثام، وهذا الترتيب في غاية الفصاحة أولا ذكر الخداع فالميل فالرضاء فالاقتراف وكل مسبب عما قبله، ولما كان من عادة قريش في المخالفات التحاكم إلى كهانهم وهم شياطين الإنس الذين قال الله تعالى فيهم: (يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وطلبوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التحاكم في أمر نبوته نهى الله تعالى عن التحاكم إلى غيره فقال: (أفغير دين الله أبتغي حكما) إلخ/12 وجيز.