جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ} (112)

{ وكذلك جعلنا لكل نبي{[1505]} عدُوًّا } أي : كما جعلنا لك عدوًّا جعلنا لكل نبي عدوًّا ، { شياطين } : مردة ، { الإنس والجن } بدل{[1506]} من عدوًّا ، أو أحد مفعولي ( جعلنا لكل نبي ) ظرف ( عدوًّا ) ، { يوحي بعضهم إلى بعض } : يوسوس ويلقي بعضهم بعضا ، { زُخرف القول } : أباطيله المزينة يغرونهم ، { غرورا } أو للغرور ، يعني أن مردة الجن يوحون مردة الإنس ، ويغرونهم بالإضلال ، وهذا{[1507]} هو الأصح ، وقال بعضهم : معناه الشيطان الموكل بالجن يوحي ، ويعلم الشيطان الموكل بالإنس أباطيل القول في إضلال المسلمين وبالعكس ، { ولو شاء ربك } : ألا يكون لهم عدو ، { ما فعلوه } أي : إيحاء الزخارف { فذرهم وما يفترون } : ولا تغتم أنت منهم .


[1505]:لست منفردا بذلك/12.
[1506]:والبدل جمع، والمبدل مفرد دل على أن المراد الجنس وإتيانه بصورة المفرد للإشعار بأنهم كيد واحد على ما سواهم/12 وجيز.
[1507]:وهو قول جميع السلف، ويدل عليه الحديث الصحيح/12.