جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَـٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ} (4)

{ قد كانت لكم أسوة{[4987]} حسنة في إبراهيم والذين معه } أي فيهم خصلة من حقها أن يؤتسى بها ، ويتبع { إذ قالوا } ظرف لخبر كان ، { لقومهم } الكفار { إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم } بدينكم ومعبودكم { وبدا بينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده } فإنه حينئذ ينقلب العداوة والبغضاء موالاة ومحبة ، { إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك } أي لكم فيه خصلة من حقها الإتباع إلا هذا قال تعالى :{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } ، إلى قوله { إن إبراهيم لأواه حليم } ( التوبة :113-114 ) ، { وما أملك لك من الله من شيء } من تمام قوله لأبيه { ربنا عليك توكلنا } من تمام الأسوة الحسنة { وإليك أنبنا وإليك المصير } .


[4987]:كرر الحث على الائتساء بإبراهيم وقومه تقريرا وتأكيدا عليهم، وقيل: ذكر في الآية شيئين أحدهما:{إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم} الآية. والثاني ما دعوا الله به {ربنا عليك توكلنا} الآية فقال الله تعالى:{لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة} فيما قالوا لقومهم: إنا برءاء منكم. ولكم فيهم أسوة حسنة فيما دعو الله به حين قصد الكفار جفاهم يعني اقتدوا بهم في كلتيهما وقيل روا بووكه أين دوامر بدووفت آنده باشد 12 (زاهدى).