وقوله تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ } أي : قدوة { في إبراهيم } : الخليل { والذين مَعَهُ } : قيل : مَنْ آمن به مِنَ الناس ، وقال الطبريُّ وغيره : { والذين مَعَهُ } : هم الأنبياء المعاصرون له أو قريباً من عصره ، قال ( ع ) : وهذا أرجح ؛ لأَنَّهُ لم يُرْوَ أَنَّ لإبراهيم أتباعاً مؤمنين في وقتِ مكافحته نمروداً ، وفي البخاريِّ : أنه قال لسارةَ حين رحل بها إلى الشام مهاجراً من بلد النمرود : ما على الأرض مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ غيري وغيرُك ، وهذه الأُسْوَةُ مُقَيَّدَةٌ في التبري من المشركين وإشراكهم ، وهو مُطَّرِدٌ في كل مِلَّةٍ ، وفي نبينا مُحَمَّدٍ عليه السلام أسوةٌ حسنةٌ على الإطلاق في العقائد وفي أحكام الشرع كُلِّها .
وقوله : { كَفَرْنَا بِكُمْ } أي : كذبناكم في عبادتكم الأصنامَ .
وقوله : { إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَبِيهِ } يعني : تأسوا بإبراهيم ، إلاَّ في استغفاره لأبيه ، فلا تتأسوا به فتستغفروا للمشركين ، لأَنَّ استغفاره إنَّما كانَ عَنْ موعدةِ وعدها إيَّاهُ ؛ وهذا تأويل قتادة ، ومجاهد ، وعطاءِ الخُرَاسَانِيِّ وغيرهم .
وقوله : { رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا } إلى قوله : { أَنتَ العزيز الحكيم } هو حكاية عن قول إبراهيم والذين معه ، وهذه الألفاظ بَيِّنَةٌ مِمَّا تقدم في آي القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.