جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآءٗ ثَجَّاجٗا} (14)

{ وأنزلنا من المعصرات{[5253]} } ، هي السحائب ، التي شارفت أن تعصرها الرياح ، كأعصرت الجارية ، إذا دنت أن تحيض ، أو الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب ، فهمزة أعصرت للحينونة ، والرياح كالمبدأ الفاعلي للمبدأ ؛ لأنها تنشئ السحاب فجاز أنه منه ، أو هي السماوات ، فإن الماء ينزل من السماء إلى السحاب كما صح عن ابن عباس ، وغيره ، فالسماوات يحملن السحاب على العصر ، فالهمزة للتعدية ، { ماء ثجاحا } : منصبا لكثرته ،


[5253]:عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، ومقاتل، والكلبي، وغيرهما: إن المراد من المعصرات: الرياح، وعن عكرمة وأبي العالية والضحاك والحسن والربيع بن أنس والثوري: إنها السحاب، وعن حسن وقتادة: إن المراد منها: السماوات، فالمراد من قولنا كما صح عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه صح عنه أن المطر من السماء يأتي إلى السحاب، لا أن تفسير المعصرات بالسماوات هو قول ابن عباس- رضي الله عنهما/12 منه.