المعصرات : السحائب إذا أعصرت ، أي : شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر ، كقولك : أجز الزرع ، إذا حان له أن يجز . ومنه : أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض . وقرأ عكرمة : «بالمعصرات » ، وفيه وجهان : أن تراد الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب ، وأن تراد السحائب ؛ لأنه إذا كان الإنزال منها فهو بها ، كما تقول : أعطى من يده درهما ، وأعطى بيده ، وعن مجاهد : المعصرات الرياح ذوات الأعاصير . وعن الحسن وقتادة : هي السموات . وتأويله : أن الماء ينزل من السماء إلى السحاب ، فكأنّ السموات يعصرن ، أي : يحملن على العصر ويمكنّ منه .
فإن قلت : فما وجه من قرأ . { مِنَ المعصرات } وفسرها بالرياح ذوات الأعاصير ، والمطر لا ينزل من الرياح ؟ قلت : الرياح هي التي تنشىء السحاب وتدرّ أخلافه فصحّ أن تجعل مبدأ للإنزال ؛ وقد جاء : أنّ الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب ، فإن صحّ ذلك فالإنزال منها ظاهر ،
فإن قلت : ذكر ابن كيسان أنه جعل المعصرات بمعنى المغيثات ، والعاصر هو المغيث لا المعصر . يقال : عصره فاعتصر . قلت : وجهه أن يريد اللاتي أعصرن ، أي حان لها أن تعصر ، أي : تغيث { ثَجَّاجاً } منصباً بكثرة يقال : ثجه وثج نفسه وفي الحديث : " أفضل الحج : العجّ والثجّ " أي رفع الصوت بالتلبية ، وصب دماء الهدي . وكان ابن عباس مثجاً يسيل غرباً ، يعني أنه يثج الكلام ثجا في خطبته . وقرأ الأعرج : «ثجاجاً » ومثاجج الماء : مصابه ، والماء ينثجج في الوادي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.