الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآءٗ ثَجَّاجٗا} (14)

13

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { وأنزلنا من المعصرات } قال : السحاب يعصر بعضها بعضاً ، فيخرج الماء من بين السحابتين . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول النابغة :

تجري بها الأرواح من بين شمال *** وبين صباها المعصرات الدوامس

قال : أخبرني عن قوله : { ثجاجاً } قال : الثجاج الكثير الذي ينبت منه الزرع قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت أبا ذؤيب يقول :

سقى أم عمر وكل آخر ليلة *** غمائم سود ماؤهن ثجيج

وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والخرائطي من طرق عن ابن عباس { وأنزلنا من المعصرات } قال : الرياح { ماء ثجاجاً } قال : منصباً .

وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والخرائطي والبيهقي في سننه عن ابن مسعود في قوله : { وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً } قال : يبعث الله سحاباً فتحمل الماء من السماء فتمر به السحاب فتدر كما تدر اللقحة ، والثجاج ينزل من السماء أمثال العزالي ، فتصرفه الرياح فينزل متفرقاً .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة { وأنزلنا من المعصرات } قال : السحاب { ماء ثجاجاً } قال : صباً أو قال كثيراً .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس { وأنزلنا من المعصرات } قال : من السماء { ماء ثجاجاً } قال : منصباً .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن قتادة في مصحف الفضل بن عباس { وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً } .

وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال في قراءة ابن عباس { وأنزلنا من المعصرات } بالرياح .

وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن مجاهد { وأنزلنا من المعصرات } الريح ، ولذلك كان يقرؤها : «بالمعصرات ماء ثجاجاً » منصباً .