الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآءٗ ثَجَّاجٗا} (14)

- قال تعالى : ( وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا )

أي : من السحائب {[73060]} ماء منصبا يتبع بعضه بعضا كثج [ دماء ] {[73061]} .

البدن كذا قال ابن عباس وجاهد والربيع : الثجاج {[73062]} المنصب {[73063]}

وقال ابن زيد : الثجاج : الكثير {[73064]} .

وأكثرهم على أنه المنصبّ {[73065]} . وهو اختيار الطبري {[73066]} ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم " أفضل الحج العجّ والثج " {[73067]}

[ فالعج ] {[73068]} رفع الصوت بالتلبية {[73069]} ، والثج [ صبّ ] {[73070]} دماء الهدايا {[73071]} والبدن {[73072]} ، قال ابن عباس : المعصرات " السحاب " {[73073]} .

وهو قول سفيان {[73074]} والربيع . وقال الحسن وسعيد/ بن جبير وقتادة : المعصرات " السماء " {[73075]} .

وعن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة : المعصرات {[73076]} : الرياح {[73077]} لأنها تعصر في هبوبها . و ( هو ) قول ابن زيد {[73078]} .

ويلزم قائل هذا أن تكون القراءة : " وأنزلنا بالمعصرات " ، وبذلك قرأه {[73079]} عكرمة {[73080]} .

والمعصر {[73081]} المرأة قد دنا [ حيضها ] {[73082]} وإن لم تحض ، فشبهت السحاب بها [ للمطر ] {[73083]} الذي فيها {[73084]} .


[73060]:- أ، ث: السحاب.
[73061]:- م، ث: ماء (تحريف).
[73062]:- ث: الثاج.
[73063]:- انظر هذا القول منسوبا إلى من ذكرهم في جامع البيان 30/6 والدر 8/391-92.
[73064]:- انظر قول ابن زيد في تفسير الماوردي 4/393 والقرطبي 19/174 وابن كثير 4/493 وهو قول ابن وهب في جامع البيان 80/6.
[73065]:- أ: المصب.
[73066]:- انظر جامع البيان 30/6.
[73067]:- أخرجه ابن ماجه في كتاب المناسك، باب رفع الصوت بالتلبية ح: 2924 عن أبي بكر رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الحجّ أفضل ؟ قال: العجّ والثجّ" وكذا أخرجه الدارمي في سننه 2/312، كتاب المناسك، باب أي الحج أفضل. وانظر أبي بكر، لأبي بكر الأموي المروزي ص 65.
[73068]:- م: فالعجو.
[73069]:- انظر النهاية لابن الأثير 3/184 وفيه: "عجَّ يعِجّ عجّاً، فهو عاجٌّ وعَجَّاجٌ. وانظر اللسان (عجج). وفيه: "عجّ يعِجّ ويَعَجُّ عجّاً وعَجِيجاً/ وضَجّ يضِجّ : رفع صوته وصاح".
[73070]:- ساقط من م، ث.
[73071]:- الهدايا جمع هدي "وهو ما يهدي إلى البيت الحرام من النَّعَم لتنحر، فأُطلق على جميع الإبل وإن لم تكن هديا، تسمية للشيء ببعضه، يقال: كم هَدْي بني فلان ؟ أي كم إبلهم ؟". النهاية لابن الأثير 5/254. وانظر المفردات للراغب: 539. (هدي) قال: "والهدي مختص بما يُهدى إلى البيت" وانظر اللسان: (هدي).
[73072]:- البُدْنُ والبُدُنُ جمع بَدَنَةٍ. قال في اللسان (بدن): "البَدَنَةُ من الإبل والبقر: كالأضحية من الغنم تُهدى إلى مكة، الذكر والأنثى في ذلك سواء" و"سميت البدنة بذلك لسمنها، يقال بدن إذا سمن" المفردات للراغب 37 (بدن).
[73073]:- أ: السحائب، وانظر جامع البيان 30/5.
[73074]:- انظر المصدر السابق، وهو قول أبي العالية والضحاك في زاد المسير 9/6.
[73075]:- انظر قول الحسن وقتادة في جامع البيان 30/5 وزاد المسير 9/6 وتفسير ابن كثير 4/493 قال: "وهذا قول غريب والظاهر أن المراد بالمعصرات السحاب". وانظر قول ابن جبير في زاد المسير 9/6 والبحر 8/411. وفيهما أنه قول أبيّ بن كعب. وهو قول قتادة وزيد بن أسدم أيضا في المعالم 7/200.
[73076]:- أ: ان المعصرات.
[73077]:- انظر هذا القول معزوا إلى هؤلاء في جامع البيان 30/5.
[73078]:- ساقط من ث.
[73079]:- أ، ث: قرأ.
[73080]:- انظر هذه القراءة عن عكرمة في المختصر لابن خالويه 167 والمحرر 16/209 حيث حكاها أيضا عن ابن الزبير وابن عباس والفضل بن عباس وقتادة. وانظرها معزوة إلى هؤلاء –غير عكرمة- وعبد الله بن زيد في المحتسب 2/347 وقد وجهها في ص: 348 على أنها "إذا أُنزل منها فقد أُنزل بها". وانظر تفسير القرطبي 19/174 حيث ذكر هذه القراءة عن عكرمة وابن عباس ثم قال: "والذي في المصاحف {من المعصرات}.
[73081]:- أ: والمعصرة. ث:والمعصرات.
[73082]:- م، ث: حيضتها، ولعله هو الأنسب.
[73083]:- م: المطر.
[73084]:- ذكر ابن قتيبة نحو من هذا المعنى في الغريب: 508 وانظر الغريب للسجستاني: 170 وحكاه ابن الجوزي في زاد المسير 9/6 عن الفراء ولم أجده في معانيه 3/227 وما بعدها. وانظر اللسان (عصر) وحكى فيه أنه يقال ذلك أيضا للجارية أول ما تحيض لانعصار رحمها، وحكى غير ذلك. وفي المفردات للراغب: 348 (عصرا) "المُعصر: المرأة التي حاضت ودخلت في عصر شبابها".