جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (47)

{ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا } : فخرا{[1870]} . وطغيانا { ورئاء الناس } : ليثنوا{[1871]} عليهم بالشجاعة والغلبة والرياسة ، كما قال أو جهل ، لما قيل : إن العير قد نجا فارجعوا ، فقال : والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر وننحر الجزور ، ونشرب الخمر وتعزف علينا القيان{[1872]} ، وتسمع{[1873]} بنا العرب { ويصدون عن سبيل الله } عطف على بطرا ، سواء كان مفعولا له ، أو حالا على تأويل المصدر { والله بما يعملون محيط{[1874]} } : عالم بما جاءوا به وله ، ولهذا جازاهم شر الجزاء .


[1870]:عن قتادة: ذكر لنا أن نبي الله- صلى الله عليه وسلم - قال يومئذ: "اللهم إن قريشا قد أقبلت بفخرها وخيلاءها لتجادل رسولك، وقال جاءت من مكة أفلاذها" وقد احتج بهذه الآية الشيخ عبد العزيز الدهلوي، على أنه لا يجوز طوف البلد للعروس بركوب الخيل وغيرها، كما اعتاده أهل الهند في عقود منا كحهم/12] أخرجه ابن جرير في "تفسيره" ( (13/10ابن أبي حاتم في "تفسيره" (9152) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/344) [.
[1871]:إشارة إلى أن بطرا ورياء منصوبان بالعلية/ 12 منه.
[1872]:جمع قينة: الجارية المغنية/12.
[1873]:فتهابنا آخر الأبد، نعم وردوا، فسقوا كؤوس المنايا وناحت عليهم النوائح، فنهى الله المؤمنين أن يكونوا مثلهم بطرين مرائين بأعمالهم صادين عن سبيل الله/12 وجيز.
[1874]:كالتهديد والزجر عن الرياء والتصنع/12 كبير.