معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قَالَ مُوسَىٰٓ أَتَقُولُونَ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمۡۖ أَسِحۡرٌ هَٰذَا وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ} (77)

وقوله : { قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَما جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا }

يقول القائل : كيف أدخل ألف الاستفهام في قوله ( أسحِر هذا ) وهم قد قالوا ( هذا سحر ) بغير استفهام ؟

قلت : قد يكون هذا من قولهم على أنه سحر عندهم وإن استفهموا ؛ كما ترى الرجل تأتيه الجائزة فيقول : أحقّ هذا ؟ وهو يعلم أنه حقّ لا شكّ فيه . فهذا وجه . ويكون أن تزيد الألف في قولهم وإن كانوا لم يقولوها ، فيخرج الكلام على لفظه وإن كانوا لم يتكلّموا به ؛ كما يقول الرجل : فلان أعلم منك ، فيقول المتكلم : أقلتَ أحدٌ أعلم بذا منّى ؟ فكأنه هو القائل : أأحد أعلم بهذا منى . ويكون على أن تجعل القول بمنزلة الصلة لأنه فضل في الكلام ؛ ألا ترى أنك تقول الرجل : أتقول عندك مال ؟ فيكفيك من قوله أن تقول : ألك مال ؟ فالمعنى قائم ظهرَ القولُ أوْ لم يظهر .