قوله تعالى : { أَتقُولُونَ } : في معمولِ هذا القولِ وجهان/ ، أحدهما : أنه مذكورٌ ، وهو الجملةُ من قوله : " أسحرٌ هذا " إلى آخره ، كأنهم قالوا : أجئتما بالسحر تطلبانِ به الفلاحَ ولا يفلح الساحرون ، كقولِ موسى على نبيِّنا وعليه وعلى سائر الأنبياء أفضلُ الصلاة والسلام للسحرة : { مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } . والثاني : أن معموله محذوفٌ ، وهو مدلولٌ عليه بما تقدَّم ذكرُه ، وهو : إن هذا لسحرٌ مبين . ومعمولُ القول يُحذف للدلالةِ عليه كثيراً ، كما يُحذف نفسُ القولِ كثيراً ، ومثلُ الآية في حَذْفِ المقول قولُ الشاعر :
2616 لَنحن الأُلى قُلْتُمْ فأنَّى مُلِئْتُمُ *** برؤيتنا قبلَ اهتمامٍ بكمْ رُعْبا
وفي كتاب سيبويه : " متى رأيت أو قلت زيداً منطلقاً " على إعمال الأول ، وحَذْفِ معمولِ القول ، ويجوز إعمالُ القولِ بمعنى الحكاية به فيقال : " متى رأيت أو قلت زيد منطلق " ، وقيل : القول في الآية بمعنى العَيْب والطعن ، والمعنى : أتعيبون الحق وتَطْعنون فيه ، وكان مِنْ حَقِّكم تعظيمُه والإِذعانُ له مِنْ قولهم : " فلان يخاف القالة " ، و " بين الناس تقاوُلٌ " ، إذا قال بعضهم لبعض ما يسْوءُه ، ونَحْوُ القولِ الذكرُ في قوله :
{ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ } [ الأنبياء : 60 ] وكلُّ هذا ملخَّصٌّ من كلام الزمخشري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.