وقوله : { فَإِنَّها لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ46 } الهاء ( هاء عماد ) تُوَفي ( بها ) إنّ . يجوز مكانَها ( إنَّه ) وكذلك هي قراءة عبد الله ( فإنه لا تعمى الأبصَار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور ) والقلبُ لا يكون إلا في الصدر ، وهو توكيد مما تزيده العرب على المعنى المعْلومِ ؛ كما قيل { فصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ في الحَجِّ وسَبْعَةٍ إذا رَجَعتُم تِلْكَ عَشَرةٌ كامِلَةٌ } والثلاثة والسَّبعة معلوم أَنهما عشرة . ومثل ذلك نظرة إليك بعيني . ومثله قول الله { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ ما لَيْسَ في قُلُوبِهِم } وفي قراءة عبد الله { إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُون نَعْجَةً وَلِى نَعْجَةٌ أٌنْثَى } فهذا أيضاً من التوكيد وإن قال قائل . كيف انْصرَف من العذاب إلى أن قَالَ : { وإنَّ يوما عند رَبِّك } فالجواب في ذلك أنهم اسْتعجلوا العذاب في الدنيا فأنزل الله على نبيّه { وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ } أي في أن ينزل بهم العذاب في الدنيا . فقوله { وَإِنَّ يَوْما عند رَبِّك } من عذابهم أيضاً . فهو متّفق : أنهم يعذَّبونَ في الدنيا والآخرة أشدّ .
وقوله : { وَإِنَّ يَوْما عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّما تَعُدُّونَ47 } .
ويقال يوم من أيّام عذابهم في الآخرة كَألف سَنة مما تعدونَ في الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.