لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥۚ وَإِنَّ يَوۡمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلۡفِ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (47)

عَدَمُ تصديقهم حَمَلَهم على استعمال ما توعدهم به ، قال تعالى : { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَِّذينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [ الشورى :18 ] ولو آمنوا لصدَّقوا ، ولو صدَّقوا لَسَكَنُوا . { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ ربِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ } : أي إنَّ الأيامَ عنده تتساوى ، إذ لا استعجالَ له في الأمور ؛ فسواء عنده يوم واحد وألف سنة ؛ إذ مَنْ لا يَجْرِي عليه الزمانُ وهو يُجْرِي الزمانَ فَسَوَاء عليه وجودُ الزمانِ ، وعدم الزمان وقِلة الزمانِ وكَثْرَةُ الزمانِ .