وقوله عزّ وجل : { فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } : رفعت الحميم والغسَّاق بهذا مقدّما ومؤخراً . والمعْنَى هذا حَمِيم وغسَّاق فليذوقوه . وإن شئت جعلته مستأنفاً ، وجعلت الكلام قبله مكتفِياً ؛ كأنك قلت : هذا فليذوقوه ، ثم قلت : منه حميم ومنه غسَّاق كقول الشاعر :
حَتّى إذا ما أضَاء الصُّبحُ في غَلَسٍ *** وغودر البقلُ مَلْوِيّ ومحصودُ
ويكون ( هذا ) في موضع رفعٍ ، وموضع نصبٍ . فمن نصب أَضمر قبلها ناصِباً كقول الشاعر :
زيادتَنا نُعمان لا تَحْرِمَنَّها *** تَقِ اللهَ فينا والكتابَ الذي تتلو
ومنْ رفع رفع بالهاء التي في قوله : { فَلْيَذُوقُوهُ } كما تقول في الكلام : الليلَ فبادرُوه واللَّيْلُ .
والغساق تشدّد سينُه وتخفّف شدّدها يحيى بن وثّاب وعامّة أصحاب عبد الله ، وخفّفها الناس بَعْدُ . وذكروا أنّ الغسّاق بارد يُحرق كإحراق الحميم . ويقال إنه ما يَغْسِق ويسيل من صَديدهم وجلودهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.