معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ} (102)

وقوله : { ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء } .

يرفع { خالق } على الابتداء ، وعلى أن يكون خبرا ، ولو نصبته إذ لم يكن فيه الألف واللام على القطع كان صوابا ، وهو مثل قوله : { غافر الذنب وقابل التوب } . وكذلك : { فاطر السماوات والأرض } لو نصبته إذا كان قبله معرفة تامة جاز ذلك ؛ لأنك قد تقول : الفاطر السماوات ، الخالق كل شيء ، القابل التوب ، الشديد العقاب . وقد يجوز أن تقول : مررت بعبد الله محدث زيد ، تجعله معرفة وإن حسنت فيه الألف واللام إذا كان قد عرف بذلك ، فيكون مثل قولك : مررت بوحشيّ قاتل حمزة ، وبابن ملجم قاتل عليّ ، عرف به حتى صار كالاسم له .