{ ذلكم } إشارةٌ إلى المنعوت بما ذُكر من جلائل النعوتِ وما فيه من معنى البُعد للإيذان بعلوِّ شأنِ المُشارِ إليه وبُعدِ منزلتِه في العظمة ، والخطابُ للمشركين المعهودين بطريق الالتفاتِ ، وهو مبتدأٌ وقولُه تعالى : { الله رَبُّكُمْ لا إله إِلاَّ هُوَ خالق كُلّ شيء } أخبارٌ أربعةٌ مترادفةٌ أي ذلك الموصوفُ بتلك الصفاتِ العظيمةِ هو الله المستحِقُّ للعبادة خاصةً ، مالكُ أمرِكم لا شريك له أصلاً ، خالقُ كلِّ شيءٍ مما كان ومما سيكون ، فلا تكرارَ ، إذ المعتبرُ في عنوان الموضوعِ إنما هو خالقيتُه لما كان فقط كما ينبئ عنه صيغةُ الماضي ، وقيل : الخبرُ هو الأولُ ، والبواقي أبدالٌ ، وقيل : الاسمُ الجليلُ بدلٌ من المبتدأ والبواقي أخبارٌ ، وقيل : يقدر لكلٍّ من الأخبار الثلاثةِ مبتدأٌ ، وقيل : يُجعل الكلُّ بمنزلة اسمٍ واحد . وقولُه تعالى : { فاعبدوه } حكم مترتبٌ على مضمون الجملة ، فإن مَنْ جمع هذه الصفاتِ كان هو المستحقُّ للعبادة خاصة ، وقوله تعالى : { وَهُوَ على كُلّ شيء وَكِيلٌ } عطفٌ على الجملة المتقدمة أي هو مع ما فُصل من الصفات الجليلةِ متولي أمورِ جميعِ مخلوقاتِه التي أنتم من جملتها فكِلوا أمورَكم إليه وتوسلوا بعبادته إلى نجاح مآربِكم الدنيويةِ والأخروية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.