الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ} (102)

قوله تعالى : { ذلِكُمُ } : أي : ذلكم الموصوفُ بتلك الصفاتِ المتقدمةِ اللهُ ، فاسم الإِشارة مبتدأ و " الله " خبره ، وكذا " ربكم " وكذا الجملةُ من قوله { لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } ، وكذا " خالق " . قال الزمخشري : " وهو مبتدأ وما بعده أخبار مترادفة " . قلت : هذا عند مَنْ يجيز تَعَدُّد الخبرِ مطلقاً ، ويجوز أن يكون " الله " وحده هو الخبر ما بعده أبدال ، كذا قال أبو البقاء ، وفيه نظر من حيث إنَّ بعضها مشتقٌّ والبدلُ يَقِلُّ بالمشتقات ، وقد يقال إن هذه ، وإن كانت مشتقة ، ولكنها بالنسبة إلى الله تعالى من حيث اختصاصُها به صارت كالجوامد ، ويجوز أن يكون " الله " هو البدل ، وما بعده أخبارٌ أيضاً ، ومَنْ منع تعدُّدَ الخبرِ قَدَّر قبلَ كل خبرٍ مبتدأ ، أو يجعلها كلَّها بمنزلة اسم واحد كأنه قيل : ذلكم الموصوفُ هو الجامعُ بين هذه الصفات .