معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمُۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (20)

وقوله : { يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناهُمُ . . . }

ذُكر أنّ عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سَلاَم : ما هذه المعرفة التي تعرفون بها محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : والله لأَنابِهِ إذا رأيته أعرفُ مِنى بابني وهو يلعب مع الصبيان ؛ لأني لا أشكُّ فيه أنه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ولست أدرى ما صنع النساء في الابن . فهذه المعرفة لصفته في كتابهم .

وجاء التفسير في قوله : { خَسِرُواْ أَنْفُسَهُمْ } يقال : ليس من مؤمن ولا كافر إلا له منزل في الجنة وأهل وأزواج ، فمن أسلم وسعد صار إلى منزله وأزواجه ( ومن كفر صار منزله وأزواجه ) إلى من أسلم وسعد . فذلك قوله { الذِين يَرِثُون الفِردوسَ } يقول : يرثون منازل الكفار ، وهو قوله : { الذِين خسِروا أنفسهم وأهليهم } .