قوله تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ } : الموصول مبتدأ ، و " يَعْرِفونه " خبره والضميرُ المنصوبُ يجوز عَوْدُه على / الرسول أو على القرآن لتقدُّمه في قوله : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ } أو على التوحيد لدلالة قوله : { إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ } أو على كتابهم أو على جميع ذلك . وأَفْرد الضمير باعتبار المعنى كأنه قيل : يعرفون ما ذَكَرْنا وقصصنا . وقد تقدَّم إعراب هذه الجملة في البقرة .
قوله : { الَّذِينَ خَسِرُواْ } في محله أربعة أوجه ، أظهرها : أنه مبتدأ ، وخبره الجملة من قوله : { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ودخلت الفاء لما عَرَفْتَ من شبه الموصول بالشرط . الثاني : أنه نعت للذين آتيناهم الكتاب . قال الزجاج الثالث : أنه خبر مبتدأ محذوف أي : هم الذين خسروا . الرابع : أنه منصوبٌ على الذم ، وهذان الوجهان فرعان على النعت لأنهما مقطوعان عنه ، وعلى الأقوال الثلاثة الأخيرة يكون { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } من باب عَطْفِ جملة اسمية على مثلها ، ويجوز أن يكونَ عطفاً على " خسروا " وفيه نظرٌ من حيث إنَّه يؤدِّي إلى ترتُّب عدم الإِيمان على خسرانهم . والظاهر أن الخُسْران هو المترتِّبُ على عدم الإِيمان ، وعلى الوجه الأول يكون الذين خسروا أعمَّ من أهل الجاحدين من المشركين ، وعلى غيره خاصاً بأهل الكتاب ، والتقدير : الذين خسروا أنفسهم منهم أي : من أهل الكتاب .
واسْتُشْكِل على كونه نعتاً الاستشهادُ بهم على كفار قريش وغيرهم من العرب ، يعني كيف يُسْتشهد بهم ويُذَمُّون في آية واحدة ؟ فقيل : إن هذا سِيق للذمِّ لا للاستشهاد . وقيل : بل سيق للاستشهاد وإن كان في بعض الكلام ذمٌّ لهم ، لأن ذلك بوجيهن واعتبارين . قال ابن عطية : " فصَحَّ ذلك لاختلاف ما استشهد بهم فيه وما ذُمُّوا فيه ، وأنَّ الذمَّ والاستشهاد ليسا من جهة واحدة " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.