الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمُۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (20)

قوله : { الذين آتيناهم الكتاب } الآية [ 21 ] .

( معنى ذلك أن أهل الكتاب – هنا – ( هم ) ){[19366]} اليهود والنصارى . ومعنى { يعرفونه }{[19367]} : أي يعرفون أن دين الله الإسلام ، وأن محمدا{[19368]} رسول الله كما يعرفون أبناءهم ، وهو عندهم في التوراة والإنجيل{[19369]} .

وقيل : المعنى : يعرفون محمداً كمعرفتهم أبناءهم{[19370]} . وقد قال بعض من أسلم من أهل الكتاب : والله لنحن أعَرفُ به من أبنائنا ، لأن صفته ونعته في الكتاب ، وأما أبناؤنا{[19371]} فلسنا ندري ما أحدث النساء فيهم{[19372]} .

وقيل : المعنى يعرفون أنه لا إله إلا الله وأن محمدا{[19373]} رسوله{[19374]} .

وقيل : يعرفون القرآن{[19375]} .

وأكثر العلماء على أن الهاء تعود{[19376]} على النبي{[19377]} .

وقوله : { الذين خسروا أنفسهم } أي : أوبقوها في النار بإنكارهم محمدا{[19378]} ، { فهم لا يومنون } بخسارتهم{[19379]} أنفسهم{[19380]} .

و{ كما يعرفون أبناءهم } : تمام إن جعلت { الذين } مبتدأ{[19381]} .


[19366]:ساقطة من ب.
[19367]:الظاهر أنها مستدركة في هامش أ، لكنَّها مخرومة.
[19368]:ب: محمد.
[19369]:انظر: تفسير الطبري 11/294، وفيه – 11/295 – روايات بهذا المعنى.
[19370]:الظاهر من الطمس في (أ) أنها كما أثبت. ب ج د: أبنايهم. وهو قول قتادة والسدي وابن جريج في تفسير الطبري 11/295.
[19371]:مطموسة في أ. ج: أبناءنا.
[19372]:انظر: قول ابن سلام لابن الخطاب في معاني الفراء 1/329، ومعاني الزجاج 2/234، 235، وهو ضمن قول ابن جريج في تفسير الطبري 11/295، 296.
[19373]:ب : محمد.
[19374]:(وهذا استشهاد في ذلك على كفرة قريش والعرب بأهل الكتاب): انظر: المحرر 6/22.
[19375]:انظر: إعراب العكبري 487، والمحرر 6/22.
[19376]:د: يعود.
[19377]:هو في إعراب العكبري 487 بلفظ (وقيل)، وهو قول قتادة والسدي وابن جريج وعمر وابن سلام في المحرر 6/22.
[19378]:ب ج د: محمد.
[19379]:ب ج: بخسراتهم. د: بحسراتهم.
[19380]:انظر: تفسير الطبري 11/294.
[19381]:(ويكون {فهم لا يومنون} خبرة): معاني الزجاج 2/235، وفي القطع 303: (كافٍ: عند أبي حاتم...وإن جعلتَه (أي الذين) مبتدأ كان القول كما قال أبو حاتم). وهو وقف حسن، وعند أبي عمرو كاف: انظر: المقصد 33.