قوله : { الذين آتيناهم الكتاب يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ } الكتاب للجنس فيشمل التوراة والإنجيل وغيرهما ، أي يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال به جماعة من السلف ، وإليه ذهب الزجاج . وقيل إن الضمير يرجع إلى الكتاب ، أي يعرفونه معرفة محققة ، بحيث لا يلتبس عليهم منه شيء ، و { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ } بيان لتحقق تلك المعرفة وكمالها وعدم وجود شك فيها ، فإن معرفة الآباء للأبناء هي المبالغة إلى غاية الإتقان إجمالاً وتفصيلاً . قوله : { الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُم } في محل رفع على الابتداء ، وخبره { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ودخول الفاء في الخبر ، لتضمن المبتدأ معنى الشرط . وقيل : إن الموصول خبر مبتدأ محذوف . وقيل : هو نعت للموصول الأوّل . وعلى الوجهين الأخيرين يكون { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } معطوفاً على جملة { الذين آتيناهم الكتاب } . والمعنى على الوجه الأوّل : أن الكفار الخاسرين لأنفسهم بعنادهم وتمرّدهم لا يؤمنون بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الوجهين الأخيرين أن أولئك الذين آتاهم الله الكتاب هم الذين خسروا أنفسهم بسبب ما وقعوا فيه من البعد عن الحق ، وعدم العمل بالمعرفة التي ثبتت لهم فهم لا يؤمنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.