الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمُۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (20)

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ } يعني التوراة والإنجيل { يَعْرِفُونَهُ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وصفته { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } أي من الصبيان .

قال الكلبي : لما قدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة ، قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) لعبيد اللّه بن سلام : إن اللّه قد أنزل على نبيّه { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ } فكيف هذه المعرفة ؟ فقال عبد اللّه : يا عمر قد عرفته فيكم حين رأيته بنعته وصفته كما أعرف إبني إذا رأيته مع الصبيان يلعب ولأنا أشدّ معرفة بمحمّد صلى الله عليه وسلم مني بإبني ، قال : وكيف ؟ قال : نعته اللّه عز وجل في كتابنا ، فلا أدري ما أحدث النساء ، فقال عمر : وفقك اللّه يا ابن سلام { أَبْنَآءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ } غبنوا { أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } وذلك إن لكل عبد منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا كان يوم القيامة جعل اللّه لأهل الجنة منازل أهل النار في الجنة وجعل لأهل النار منازل أهل الجنة في النار