قوله تعالى : { وَإِن يَمْسَسْكَ } : قد تقدَّم ما في ذلك من صناعة البديع في سورة الأنعام . وقال هنا في جواب الشرط الأول بنفي عام وإيجاب ، وفي جواب الثاني بنفي عام دونَ إيجاب ، لأنَّ ما أراده لا يَرُدُّه رادٌّ ، لا هو ولا غيره ؛ لأن إرادتَه قديمةٌ لا تتغيَّر ، فلذلك لم يَجِيْء التركيب فلا رادَّ له إلا هو ، هذه عبارةُ الشيخ ، وفيها نظرٌ ، وكأنه يقول بخلاف الكشف فإنه هو الفاعل لذلك وحدَه دون غيره بخلافِ إرادته تعالى ، فإنها لا يُتَصَوَّر فيها الوقوعُ على خلافها ، وهي مسألةٌ خلافية بين أهل السنة والاعتزال . قال الزمخشري : " فإن قلت : لِمَ ذُكِر المَسُّ في أحدهما والإِرادةُ في الثاني ؟ قلت : كأنه أراد أن يذكر الأمرين جميعاً : الإِرادة والإِصابة في كلِّ واحد من الضُّر والخير ، وأنه لا رادَّ لِما يريده منهما ، ولا مُزيلَ لما يُصيب به منهما ، فأوجزَ الكلام بأنْ ذكرَ المَسَّ وهو الإِصابةُ في أحدهما والإِرادة في الآخر ليدلَّ بما ذَكَرَ على ما تَرَك ، على أنه قد ذَكَر الإِصابة في الخير في قوله : { يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.