بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (107)

قوله تعالى : { وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرّ } يعني : إن يُصِبْكَ الله بشدة أو بلاء { فَلاَ كاشف لَهُ إِلاَّ هُوَ } ، يعني : لا دافع لذلك الضر إلا هو . يعني : لا تقدر الأصنام على دفع الضر عنك { وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ } يعني : إن يُصِبْكَ بسعة في الرزق وصحة في الجسم ، { فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ } يعني : لا مانع لعطائه . { يُصَيبُ بِهِ } يعني : بالفضل { مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } مَنْ كان أهلاً لذلك . { وَهُوَ الغفور } لذنوب المؤمنين ، { الرحيم } بهم .

فأعلم الله تعالى أنه كاشف الضر ، ومعطي الفضل في الدنيا ، وهو الغفور للمؤمنين ، الرحيم بقبول حسناتهم . قال الفقيه أبو الليث ، حدثنا محمد بن الفضل ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف ، قال : حدثنا شيخ بصري عن الحسن ، أنه قال : قال عامر بن عبد قيس : ما أبالي ما أصابني من الدنيا وما فاتني منها ، بعد ثلاث آيات ذكرهن الله تعالى في كتابه قوله : { وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ } { مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ العزيز الحكيم } [ فاطر : 2 ] وقوله : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ هود : 6 ] .