تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (107)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ) فيه نهي الرجاء والطمع إلى من دونه إذ[ في الأصل وم : إذا ] أخبر أنه لا يوجد ذلك من عند غيره .

وقوله تعالى : ( وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ) أخبر أنه[ ساقطة من الأصل وم ] أراد خيرا وفضلا فلا راد لذلك الفضل والخير . والإيمان من أعظم الخيرات وأفضلها . فإذا أراد [ الله به ][ ساقطة من الأصل وم ] الإنسان كان ، لا يملك أحد دفع ما أراد ولا رده دل أنه إذا أراد الإيمان لأحد كان مؤمنا .

فهو ينقض على المعتزلة قولهم[ في الأصل وم : حيث قالوا ] إنه أراد الإيمان للخلق كلهم ولكنهم لم يؤمنوا ؛ إذ أخبرا أنه [ إذا ][ ساقطة من الأصل وم ] أراد به خيرا ( فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ) وهم يقولون : بل يملك العبد رد ما أراد له ودفعه .

وبالله العصمة . وفيه أن ليس على الله فعل ذلك[ في الأصل : لهذا ، في م : لهم ] أعني فعل الخيرات لأنه سماه فضلا والفضل هو فعل ما ليس عليه وهو المفهوم في الناس أنما عليهم من الفعل لا يسمونه فضلا ، إنما يسمون الفضل ما ليس عليه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) يصيب به من يشاء من الفضل والخير والشر .

وفيه تخصيص بعض على بعض حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) لا يعجل بالعقوبة .