الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا} (104)

قوله : { الَّذِينَ ضَلَّ } : يجوز فيه الجرُّ نعتاً وبدلاً وبياناً ، والنصبُ على الذمِّ ، والرفعُ على خبر ابتداء مضمر .

قوله : { يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ } يُسَمَّى في البديع " تجنيسَ التصحيف " وتجنيس الخَطِّ ، وهذا مِنْ أحسنِه . وقال البحتري :

ولم يكن المُغْتَرُّ بالله إذ شَرَى *** لِيُعْجِزَ والمُعْتَزُّ بالله طالبُهْ

فالأولُ من الغُرور ، والثاني مِن العِزِّ . ومِنْ أحسنِ ما جاء في تجنيس التصحيف قوله :

سَقَيْنَني رِيِّيْ وغَنِّيْنَنِيْ *** يُحْتُ بحبِّي حين بِنَّ الخُرُدْ

يصحف بنحو :

شَقَيْتَني ربي وعَنَّيْتِنيْ *** بحُبِّ يحيى خَتَنِ ابن الجُرُدْ

وفي بعضِ رسائلِ الفصحاء : " قَبَّلَ قبلَ يَدِكَ ثَراك ، عبدٌ عند رَخاك رجاك ، آمِلٌ أَمَّك " .