السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا} (104)

تنبيه : { أعمالاً } تمييز للأخسرين جمع عمل وإن كان مصدر التنوع أعمالهم ، ثم وصفهم تعالى بضدّ ما يدّعونه لأنفسهم من نجاح السعي وإحسان الصنع فقال تعالى : { الذين ضلّ } أي : ضاع وبطل { سعيهم في الحياة الدنيا } لكفرهم .

تنبيه : محل الموصول الجر نعتاً أو بدلاً أو بياناً أو النصب على الذم أو الرفع على الخبر المحذوف فإنه جواب السؤال ، ومعنى خسرانهم أنه مثلهم بمن يشتري سلعة يرجو فيها ربحاً فخسر وخاب سعيه كذلك أعمال هؤلاء الذين أتعبوا أنفسهم مع ضلالهم فبطل جدّهم واجتهادهم في الحياة الدنيا { وهم يحسبون } أي : يظنون ، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين والباقون بالكسر { أنهم يحسنون صنعاً } أي : عملاً يجازون عليه لاعتقادهم أنهم على الحق .