فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا} (104)

{ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا } جمع أخسر أي أشد خسرانا من غيرهم أو بمعنى خاسر ، وجمع العمل للدلالة على إرادة الأنواع منه ، عن مصعب ابن سعد قال : سألت أبي أهم الحرورية ؟ قال : لا ، هم اليهود والنصارى ، أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا لا طعام فيها ولا شراب ، والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعد يسميهم الفاسقين ، وعنه قال : لا ولكنهم أصحاب الصوامع ، والحرورية قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم .

وعن عليّ قال :إنهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري ، وعنه قال هم فجرة قريش ، وعنه قال : لا أظن إلا أن الخوارج منهم { الذين ظل } أي بطل وضاع { سعيهم } كالعتق والوقف وإغاثة الملهوف لأن الكفر لا تنفع معه طاعة { في الحياة الدنيا وهم يحسبون } أي والحال أنهم يظنون { أنهم يحسنون صنعا } عملا يجازون عليه وأنهم منتفعون بآثاره .