قوله : { أَنَّمَآ إِلَهُكُمْ } : " أنَّ " هذه مصدرية وإنْ كانت مكفوفةً ب " ما " . وهذا المصدر قائمٌ مقامَ الفاعلِ كأنه قيل : إنما يُوْحَى إليَّ التوحيدُ .
قوله : { وَلاَ يُشْرِكْ } العامَّةُ على الياءِ مِنْ تحتُ ، عُطِفَ بها على أمرٍ . ورُوي عن أبي عمروٍ { وَلاَ تُشْرِكْ } بالتاءِ مِنْ فوقُ خطاباً على الالتفات من الغَيْبة إلى الخطاب ثم التُفِتَ في قولِه { بِعِبَادَةِ رَبِّهِ } إلى الأول . ولو جيْءَ على الالتفات الثاني : لقيل : ربك . والباءُ سببية ، أي : بسبب . وقيل : بمعنى في .
والفِرْدوس : الجَنَّةُ مِن الكَرْم خاصة . وقيل : بل ما كان غالبُها كَرْماً . وقيل : كل ما حُوِطَ فهو فِرْدوسٌ والجمع فراديس . وقال المبرد : " الفِرْدوس فيما سمعتُ من العرب : الشجرُ الملتفُّ ، والأغلبُ عليه أن يكون من العِنَب " . وحكى الزجاج أنها الأَوْدِيَة التي تُنْبِتُ ضُروباً من النَّبْت . واختُلف فيه : فقيل : هو عربيٌّ وقيل : أعجمي . وهل هو روميٌّ أو فارسيٌّ أو سُرْيانيٌّ ؟ قيل : ولم يُسْمع في كلام العرب إلا في بيت حَسَّان :
وإنَّ ثوابَ اللهِ كلَّ مُوحِّدِ *** جِنانٌ من الفردوسِ فيها يُخْلَّدُ
وهذا ليس بصحيح ، لأنه سُمع في شعرِ أميةَ بنِ أبي الصلت :
كانت منازلُهمْ إذ ذاك ظاهرةً *** فيها الفَراديسُ ثم الثومُ والبَصَلُ
ويقال : كَرْمٌ مُفَرْدَسٌ ، أي : مُعَرَّشٌ ، ولهذا سُمِّيَتِ الروضةُ التي دونَ اليَمامة فِرْدَوساً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.