الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا} (65)

قوله : { رَّبُّ السَّمَاوَاتِ } : فيه ثلاثةُ أقوالٍ ، أحدها : كونُه بدلاً مِنْ " ربُّك " . الثاني : كونُه خبرَ مبتدأ ، أي : هو ربُّ . الثالث : كونُه مبتدأً ، والخبرُ الجملةُ الأمريةُ بعده وهذا ماشٍ على رَأْي الأخفش : أنه يُجَوِّزُ زيادةَ الفاء في خبر المبتدأ مطلقاً .

قوله : لعبادتِه " متعلَّقٌ ب " اصْطَبِرْ " وكان مِنْ حَقِّه تعديتُه ب " على " لأنها صلتُه كقولِه : { وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [ طه : 132 ] ولكنه ضُمِّن معنى الثبات ، لأنَّ العبادةَ ذاتُ تكاليفَ قَلَّ مَنْ يَثْبُتُ لها فكأنه قيل : واثْبُتْ لها مُصْطَبراً .

قوله : " هل تعلم " أدغم الأخَوان وهشام وجماعة لام " هل " في التاء ، وأنشدوا على ذلك بيت مزاحم العقيلي .

فدَعْ ذا ولكن هَتُّعِيْنُ مُتَيَّماً *** على ضوءِ بَرْقٍ آخرَ الليلِ ناصِبِ