قوله : { تَكَادُ } : قرأ نافع والكسائي بالياءِ من تحتُ ، والباقون بالتاء مِنْ فوقُ ، وهما واضحتان إذ التأنيثُ مجازِيٌّ ، وكذلك في سورة الشورى .
وقرأ أبو عمروٍ وابنُ عامرٍ وأبو بكرٍ عن عاصمٍ وحمزةَ " يَنفَطِرْنَ " مضارع انْفَطَرَ . والباقون " يتفطَّرْن " مضارعَ تَفَطَّرَ بالتشديدِ في هذه السورة . وأمَّا التي في الشورى فقرأها حمزة وابنُ عامرٍ بالتاء والياء وتشديد الطاء والباقون على أصولِهم في هذه السورة . فتلَخَّصَ من ذلك أن أبا عمروٍ وأبا بكر يقرآن بالتاء والنون في السورتين ، وأن نافعاً وابن كثير والكسائيَّ وحفصاً عن عاصم يقرؤون بالتاء والياء وتشديد الطاء فيهما ، وانَّ حمزة وابن عامر في هذه السورةِ بالتاء والنون ، وفي الشورى بالتاء والياء وتشديد الطاء .
فالانفِطارُ مِنْ " فَطَرَه " إذا شَقَّه ، والتفطُّر مِنْ " فطَّره " إذا شَقَّقَه ، وكَرَّر فيه الفعلَ . قال أبو البقاء : " وهو هنا أَشْبَهُ بالمعنى " . أي : التشديد . و " يَتَفَطَّرْنَ " في محلِّ نصب خبراً ل " تكادُ " وزعم الأخفش أنها هنا بمعنى الإِرادة وأنشد :
كادَتْ وكِدْتُ وتلك خيرُ إرادةٍ *** لو عادَ مِنْ زمنِ الصَّبابةِ ما مَضَى
قوله : " هَدَّاً " فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنه مصدرٌ في موضعِ الحال ، أي : مَهْدُودَةً وذلك على أن يكونَ هذا المصدرُ مِنْ هدَّ زيدٌ الحائطَ يَهُدُّه هَدَّاً ، أي : هَدَمه . والثاني : وهو قولُ أبي جعفر أنه مصدرٌ على غيرِ الصَّدْرِ لمَّا كان في معناه لأنَّ الخُرورَ السُّقوطُ والهَدْمُ ، وهذا على أن يكون مِنْ هَدَّ الحائطُ يَهِدُّ ، أي : انهدمَ ، فيكون لازماً . والثالث : أن يكونَ مفعولاً مِنْ أجله . قال الزمخشريُّ : " أي : لأنَّها تُهَدُّ " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.