الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ وَنَحۡشُرُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ زُرۡقٗا} (102)

قوله : { يَوْمَ يُنفَخُ } : " يومَ " بدل من " يومَ القيامة " أو بيانٌ له ، أو منصوبٌ بإضمار فعل ، أو خبرُ مبتدأ مضمرٍ . وبُني على الفتحِ على رأي الكوفيين كقراءةِ { هَذَا يَوْمَ يَنفَعُ } [ المائدة : 119 ] وقد تقدم .

وقرأ أبو عمروٍ " نَنْفُخُ " مبنياً للفاعل بنونِ العظمة ، أُسْنِدَ الفعلُ إلى الآمِر به تعظيماً للمأمورِ ، وهو المَلَكُ إسرافيل . والباقون بالياءِ مضمومةً مفتوحَ الفاءِ على البناءِ للمفعول . والقائمُ مقامَ الفاعل الجارُّ والمجرورُ بعدَه . والعامَّةُ على إسكانِ الواو . وقرأ الحسنُ وابنُ عامرٍ في روايةٍ بفتحها جمعَ " صُوْرَة " كغُرَف جمع غُرْفَة . وقد تقدَّم القولُ في " الصور " في الأنعام .

وقرىء " يَنْفُخُ " و " يَحْشُر " بالياءِ مفتوحةً مبنياً للفاعل ، وهو الله تعالى أو المَلَكُ . وقرأ الحسنُ وطلحةُ وحميدٌ " يُنْفَخ " كالجمهور و " يَحْشر " بالياءِ مفتوحةً مبنياً للفاعل . والفاعلُ كما تقدَّم ضمير الباري أو ضميرُ المَلَك . ورُوي عن الحسن أيضاً و " يُحْشَر " مبنياً للمفعول " المجرمون " رفعٌ به . و " زُرْقاً " حال من المجرمين . والمرادُ زُرْقَةُ العيونِ . وجاءَتِ الحالُ هنا بصفةٍ تشبه اللازمةَ ؛ لأنَّ أصلَها على عَدَمِ اللزومِ ، ولو قلتَ في الكلامِ : " جاءني زيدٌ أزرقَ العينِ " لم يَجُزْ إلاَّ بتأويلٍ .