الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا} (109)

قوله : { يَوْمَئِذٍ } : بدلٌ ممَّا تقدم أو منصوب بما بعد " لا " عند مَنْ يُجيز ذلك . والتقديرُ : يومَ إذ يَتَّبِعُون لا تنفعُ الشفاعةُ .

قوله : { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ } فيه أوجه . أحدُها : أنه منصوبٌ على المفعولِ به . والناصبُ له " تَنْفَعُ " . و " مَنْ " حينئذٍ واقعةٌ على المشفوعِ له . الثاني : أنه في محلِّ رفعٍ بدلاً من الشفاعةِ ، ولا بدَّ مِنْ حذفِ مضافٍ تقديرُه : إلاَّ شفاعةَ مَنْ أَذِن له . الثالث : أنه منصوبٌ على الاستثناءِ من الشفاعةِ بتقدير المضاف المحذوف ، وهو استثناءٌ متصلٌ على هذا . ويجوزُ أَنْ يكونَ استثناءً منقطعاً إذا لم تقدِّرْ شيئاً ، وحينئذٍ يجوزُ أن يكونَ منصوباً وهي لغةُ الحجازِ ، أو مرفوعاً وهو لغة تميم . وكلُّ هذه الأوجهِ واضحةٌ ممَّا تقدم فلا أُطيل بتقريرها . و " له " في الموضعين للتعليل كقوله : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } [ الأحقاف : 11 ] أي : لأجله ولأجلهم .