الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا} (106)

قوله : { فَيَذَرُهَا } : في هذا الضميرِ قولان ، أحدهما : أنه ضميرُ الأرضَ أُضْمِرَتْ للدلالةِ عليها ؟ والثاني : ضمير الجبال ، وذلك على حَذْفِ مضاف أي : فَيَذَرُ مراكزَها ومَقارَّها . و " نَذَرُ " يجوز أن يكونَ بمعنى يُخَلِّيها ، فيكونَ " قاعاً " حالاً ، وأن يكونَ بمعنى يترك التصييريةِ فيتعدَّى لاثنين ف " قاعاً " ثانيهما .

وفي " القاع " أقوالٌ ، فقيل : هو مستنقعُ الماء/ ولا يليقُ معناه هنا . والثاني : أنه المنكشِفُ من الأرض . قاله مكي . الثالث : أنَّه المكانُ المستوي ومنه قول ضرار بن الخطاب :

لَتَكُوْنَنَّ بالبطاحِ قُرَيْشٌ *** فَقْعَةَ القاع في أَكُفِّ الإِماءِ

الرابع : أنه الأرضُ التي لا نباتَ فيها ولا بناءَ .

والصَّفْصَفُ : الأرض المَلْساء . وقيل : المستوية ، فهما قريبان من المترادِفِ . وجمعُ القاعِ : أقْوع وأَقْواع وقِيْعان .