قوله : { هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَآ } فيه وجهان ، أحدهما ، أنه مبتدأ ، و " الذين أَغْوَيْنا " صفةٌ للمبتدأ . والعائدُ محذوفٌ أي : أَغْويناهم ، والخبر " أَغْوَيْناهم " . و { كَمَا غَوَيْنَا } نعتٌ لمصدرٍ محذوف . ذلك المصدرُ مطاوِعٌ لهذا الفعلِ أي : [ أَغْوَيناهم ] فَغَوَوْا غَيَّاً كما غَوَيْنا . قاله الزمخشريُّ . وهذا الوجهُ مَنعه أبو علي قال : " لأنه ليس في الخبر زيادةُ فائدةٍ على ما في صفتِه " . قال : " فإنْ قلتَ : قد وُصِل بقوله { كَمَا غَوَيْنَا } وفيه زيادةٌ . قلت : الزيادةُ في الظرفِ لا تُصَيِّره أصلاً في الجملة لأنَّ الظروفَ صِلاتٌ " ثم أعرب هو " هؤلاء " مبتدأً و " الذين أَغْوَيْناهم " خبرَه . و " أَغْوَيْناهم " مستأنف . وأجابَ أبو البقاء وغيرُه عن الأول : بأنَّ الظرفَ قد يَلْزَمُ كقولك : " زيد عمرٌو في دارِه " .
قوله : { مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } " إيَّانا " مفعولُ " يَعْبُدون " قدِّم لأجلِ الفاصلةِ . وفي " ما " وجهان ، أحدهما : هي نافيةٌ ، والثانيةُ مصدريةٌ . ولا بُدَّ مِنْ تقديرِ حرفِ جرٍّ أي : تَبَرَّأْنا مِنْ ما كانوا أي : مِنْ عبادتِهم إيانا . وفيه بُعدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.