{ قَالَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول } أي : وجب عليهم العذاب وهم رؤوس الضلالة وقيل : الشياطين{[40643]} .
قوله : { هؤلاء الذين أغوينا } فيه وجهان :
أحدهما : أن هؤلاء مبتدأ ، والَّذِينَ أَغْوَيْنَا صفته والعائد محذوف ، أي أغويناهم ، والخبر «أَغْوَيْنَاهم »{[40644]} ، و «كَمَا غَوَيْنَا » نعت لمصدر محذوف ، ذلك المصدر مطاوع لهذا الفعل أي فغووا غيّاً كما غوينا ، قاله{[40645]} الزمخشري{[40646]} ، وهذا الوجه منعه أبو علي ، قال : لأنه ليس في الخبر زيادة فائدة على ما في صفته ، قال : فإن قلت : قد أوصل بقوله كما غوينا وفيه زيادة ، قلت : الزيادة في الظرف{[40647]} لا يصيِّره أصلاً في الجملة لأنَّ الظروف{[40648]} صلاتٌ{[40649]} ، ثم أعرب هو «هَؤُلاَء » مبتدأ و «الَّذِينَ أَغوَيْنَا » خبره ، و «أغْوَيَنْاهم » مستأنف ، وأجاب أبو البقاء وغيره عن الأول بأن الظرف قد يلزم كقولك زيدٌ عمرو في داره{[40650]} .
المعنى : هؤلاء الذين دعوناهم إلى الغي وهم الأتباع { أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا } أضللناهم كما ضللنا «تَبَرَّأنَا إلَيْكَ » منهم .
قوله : { مَا كانوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } إيَّانَا مفعول «يَعْبُدونُ » قُدِّم لأجل الفاصلة{[40651]} وفي «ما » وجهان :
أحدهما : هي نافية ( أي تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ){[40652]} .
والثاني{[40653]} : مصدرية ولا بدَّ من تقدير{[40654]} حرف جرٍّ أي : تبرأنا مما كانوا أي من عبادتهم إيانا ، وفيه بعدٌ{[40655]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.